السياحة الروسية.. تركيا تكسب.. ومصر تنتظر!
خاص - المركز العربى للإعلام السياحى أصبحت قضية عدم عودة السياحة الروسية إلي مصر بمثابة «اللغز» الذي يستعصي علي الحل.. بل أصبح الحديث عن تعنت الجانب الروسي في هذه القضية مثار جدل في الأوساط السياحية بل حتي السياسية، ذلك لأن العلاقات السياسية والاقتصادية التي تربط مصر وروسيا كان البعض يتوقع أنها كفيلة بحل اللغز أو المشكلة، بالإضافة إلي العلاقات الإنسانية المنجزة التي نلاحظها بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين والتي يعول عليها الكثير في التغلب علي هذه الأزمة. ولأنه لا يخفي علي أحد أهمية السياحة الروسية إلي مصر والتي وصلت إلي 3 ملايين سائح في العام الماضي مما جعلها تشكل أهمية كبيرة في حركة السياحة إلي مصر وفي تشغيل الفنادق، خاصة في الغردقة وشرم الشيخ، لأنها إذا اضفنا رقم السياحة الروسية إلي نحو مليون سائح إنجليزي توقفوا أو تراجعوا عن السفر إلي شرم الشيخ.. فاننا بذلك نتحدث عما يقرب من نصف السياحة الوافدة إلي مصر تقريبا. نحن أو السياحة المصرية أمام أكبر أزمة في تاريخها منذ سقوط الطائرة الروسية فوق أرض سيناء في 31 أكتوبر من العام الماضي، ومن يومها دخلت السياحة في أسوأ أزمة بسبب توقف رحلات الطيران الإنجليزي والروسي وبالطبع نقصد الطيران الشارتر الذي ينقل حركة السياحة. > ورغم أن مصر استجابت لملاحظات الجانب الروسي ـ والإنجليزي أيضا ـ وجاءت وفود أمنية أعلنت أنها اطمأنت للإجراءات الأمنية في المطارات السياحية المصرية إلا أن مصر مازالت تنتظر قرارا بعودة حركة الطيران والسياحة من روسيا، بل ويتعجب العاملون في قطاع السياحة من موقف روسيا في التفرقة في التعامل بين مصر وتركيا فرغم ما فعله الأتراك مع روسيا وإسقاط الطائرة الحربية الروسية فإن أردوغان رأي أن مصلحته في الاعتذار لروسيا والرئيس بوتين وقد فعل، وبالفعل بدأت الاجتماعات لإعادة السياحة الروسية إلي تركيا والتي تشكل نحو 5 ملايين سائح روسى من بين نحو 39 مليون سائح استقبلتهم تركيا العام الماضي. لكن الأمر مختلف مع مصر ومازلنا ننتظر ونتعجب من هذا التشدد مع مصر في قضية السياحة رغم العلاقات المتميزة بين البلدين ورغم أن مصر قامت بواجبها في تنفيذ كل الملاحظات بالمطارات المصرية.. ومن هنا بات رجال الأعمال الكبار في قطاع السياحة يضربون كفا بكف من هذا الإصرار الروسي علي عدم عودة السياحة إلي مصر. ولعل في هذه الرسالة التي بعث بها إلينا أحد كبار رجال الأعمال ـ رفض ذكر اسمه ـ ما يستحق القراءة حيث يقول حول موقف روسيا وألمانيا من السياحة إلي مصر ما يلي: > تسعة حوادث إرهابية في أقل من ثمانية أشهر في تركيا، ومازالت حكومة ألمانيا لا تصدر أي تحذير بالسفر إلي تركيا. واليوم يمر عامان علي حادث طابا ومازال الألمان يحذرون بل ويمنعون السفر إلي هذه المنطقة من سيناء، وهو ما يؤدي إلي خوف عام من السفر إلي مصر عامة لأن السائح لن يدرس خريطة بلد لكي يحجز رحلة!! مكالمة واحدة من أردوغان إلي بوتين وعادت السياحة الروسية إلي تركيا. هل العلاقات الاقتصادية الجيدة في محطات سيمنس الألمانية والمحطة النووية الروسية لا يتم النظر إليها بالتقدير المناسب. هل آن الأوان أن نستخدم نفس الكارت الذي استخدمه أردوغان مع ألمانيا عندما هدد بفتح الحدود للمهاجرين واللاجئين حتي يغزوا أوروبا؟ ألسنا متحملين لثلاثة ملايين لاجيء علي أرضنا يرغب علي الأقل نصفهم في الرحيل إلي أوروبا ولا يوقفهم إلا سيطرة القوات المسلحة علي حدودنا. هل نرسل لهم اشارة بان تعجيز مصر اقتصاديا عن طريق ترهيب شعوبهم من السفر إليها وما يؤديه ذلك من ضرب السياحة أهم مصدر للعملة، سوف نرد عليه بوقف منع المهاجرين من الخروج من مصر وحينئذ سنري كيف سيتولون أمور أكثر من مليون مهاجر؟! فعلا الطيبة والأخلاق لا تجدي في عالم السياسة هذه الأيام. > وهذه رسالة أخري من مستثمر في الغردقة وهو الأخ تامر نبيل صاحب شركة سياحة وفنادق يعبر فيها عن غضبه وتعجبه من عدم عودة السياحة الروسية ويقول: إنه قرر مع بعض الأصدقاء أن يأخذوا خطوة إيجابية بعد عودة السياحة الروسية إلي تركيا ويلجأوا للجمهور يطلبون منه التصويت علي ضرورة عودة السياحة الروسية، وهذا الموقع مفتوح للأصدقاء الروس لإرسال رسائلهم إلي حكومتهم، لأنهم كمواطنين روس يريدون عودة السياحة إلي مصر. إلي هذا الحد بلغ الاهتمام بعودة السياحة الروسية لمصلحة الطرفين.. لدرجة أن البعض يطالب بتدخل رئاسي عاجل ودعوة رجال إعلام من روسيا بشكل مكثف ليتأكدوا بأنفسهم من جدية الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية وترحيب مصر بالسياحة الروسية. ويظل الحوار مفتوحا.. متي تحل روسيا أو بوتين تحديدا «شفرة» هذا «اللغز» السياحي بين مصر وروسيا؟ وهل من المعقول بعد كل هذه العلاقات المتميزة مع روسيا أن تعود السياحة الروسية إلي تركيا ولا تعود إلي مصر؟ معقول.. تركيا تكسب بعد كل ما فعلته مع روسيا.. ومصر مازالت تنتظر الفرج رغم كل العلاقات الدافئة بين البلدين؟.. انه لأمر عجيب يحتاج إلي تفسير؟ فمن عنده التفسير؟! المصدر : الأهرام








التعليقات